«أنا مش أعظم شخص فى مصر» هكذا علق جمال مبارك على تصريحات الكاتب محمد حسنين هيكل، والتى اعتبر فيها أنه ليس من حق جمال الترشح للانتخابات الرئاسية فى 2011 «حتى لو كان أكفأ شخص فى مصر».
ورفض نجل الرئيس مبارك خلال مؤتمر صحفى عقده مساء أمس على هامش مؤتمر الحزب الوطنى السنوى، فى أكثر من مرة الإجابة بـ«نعم» أو «لا» عما إذا كانت لديه نية الترشح للرئاسة.
وقال: «لن أرد على أسئلة افتراضية تطرح علينا منذ 2005» وأضاف «لسنا مطالبين من اليوم أن نعلن من هو مرشح الحزب».
وفى تعليق على خطاب الرئيس مبارك وحديثه عن أن «الأشخاص زائلون» وعن «شباب» قادم و«فكره الجديد» وإذا كان ذلك يعنى دعما صريحا لنجله من أجل خلافته فى السلطة، اعتبر جمال «أن ذلك تحليل خارج عن إطاره»، مضيفا أن تصريحات الرئيس منذ سنوات تتحدث عن «جيل جديد» ويطالب دائما «بفتح لباب للشباب».
كما وصف الحديث عن ترشيحات أسماء للرئاسة مثل محمد البرادعى وعمرو موسى «مجرد افتراضات، لا أستطيع حسمها». وقال: «ما يحكمنا فى النهاية هو الإطار الدستورى والتشريعى». ولكنه اعتبر أن الحديث عن تعديل المادة 77 من الدستور وهى المادة الخاصة بتحديد فترات الرئاسة «أمرا غير منطقى».
وواصل جمال مبارك الهجوم الذى بدأته قيادات الحزب الوطنى على المعارضة، واستهل خطابه بالقول إن «انعقاد المؤتمر أصبح فرصة لهجوم المعارضة كل عام» على الحزب. واتهم المعارضة بأنها تسعى «لخلق حالة ذهنية سلبية وصورة مغالطة عن الحزب الوطنى وتجييش الرأى العام ضدنا. «واعتبر نجل الرئيس أن حملات المعارضين «فشلت» فى إشارة إلى الصراع بين «الحرس القديم» و«الحرس الجديد» أو عن وجود «انشقاقات» داخل الوطنى.
ودافع عما سماه «الاختلافات فى البيت الواحد» معتبرا إياها جزءا من «الحيوية» داخل حزبه ونفى اتهامات المعارضة للوطنى بأنه «حزب رجال الأعمال»، قائلا «نحن حزب الاستثمار والمشروعات الصغيرة والمتوسطة».
لكن الرجل الثالث فى الحزب الوطنى لم يتطرق من قريب أو بعيد للحديث الدائر داخل صفوف المعارضة حول احتمال ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة. وكرر مضمون تصريحات صدرت عن قيادات فى الوطنى فى الفترة الأخيرة، عندما زادت بورصة التكهنات وطرحت أسماء أخرى كمرشحين للرئاسة، على شاكلة «ما عندناش ترف الدخول فى حوار وجدل ومنافسة حول السياسات فقط»، و«لن نلتفت لمحاولات التشكيك» و«هذا الجدل لا يشغلنا»، على عكس ما قاله فى بداية حديثة إن «الجدل علامة صحية».
واكتفى جمال مبارك بالإشارة إلى أهمية التعديلات الدستورية، تحديدا المادة 76 الخاصة بانتخاب رئيس الجمهورية والتى تم تعديلها مرتين، وقال إن «ذلك لتسهيل الشروط» وإن المعارضة كانت على علم منذ 2005 وأنها «مقبلة على انتخابات رئاسية فى 2011».
وكان اللافت حديث جمال مبارك عما سماه «تحديات رئيسية للعام المقبل». وضمن هذه التحديات بالطبع، كما فعلت قيادات الحزب أمس الأول، وكما جاء أيضا على لسان الرئيس مبارك، انتخابات التجديد النصفى للشورى فى إبريل وانتخابات مجلس الشعب فى أكتوبر. لكن الجديد هو كلامه عما بعد العام القادم أو ما بعد «تنفيذ البرنامج الانتخابى» للرئيس مبارك. وتساءل جمال مبارك أمام أكثر من 4 آلاف شخص اكتظت بهم القاعة، «ما هو طموحنا؟ عايزين نروح فين فى الخمس سنوات القادمة؟»، لكنه لم يقدم إجابة شافية واكتفى بالقول «طموحنا أكبر من ذلك بكثير»، أى أكبر من البرنامج الانتخابى
ورغم أن الشعار الذى اختاره الوطنى لمؤتمره هذا العام هو «من أجلك أنت» إلا أن رجل السياسات بالحزب لم يتحدث عنه واختار انتقاد شعارات أخرى «بدون مضمون» أو «عفا عليها الزمن»، على حد تعبيره، فى تلميح آخر للمعارضة وهو الأمر الذى استمر على مدار كلمته المرتجلة والتى استمرت ساعة كاملة، فكان فى كل مقطع يعود للحديث عن المعارضين أو «المشككين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]