تباينت ردود الأفعال على تأييد السويسريين فى استفتاء عام، حظر بناء المآذن، وبينما تسود مخاوف رسمية داخل سويسرا من أن تؤدى نتيجة الاستفتاء إلى أضرار بالصادرات والسياحة لهذا البلد، دعا النائب المستقل بمجلس الشعب مصطفى بكرى إلى مقاطعة البضائع السويسرية، وأرجع السفير السويسرى بالقاهرة النتيجة إلى «لديمقراطية» التى تتمتع بها بلاده، مؤكدا أن هذه النتيجة تعبر عن مخاوف شعبية هناك مما أسماه «التخوف من تنامى التيارات الإسلامية المتطرفة»، وفى المقابل اعتبر الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية نتيجة الاستفتاء «إهانة» للمسلمين فى كل أنحاء العالم، فيما تراوحت باقى ردود الأفعال على المستوى الإسلامى والعالمى بين الإدانة الشديدة والتحفظ والتأييد.
كان ٥٧.٥ بالمائة من الناخبين السويسريين و٢٢ كانتونا صوتوا أمس الأول لصالح حظر بناء مآذن جديدة، وذلك فى نتيجة مفاجئة من شأنها أن تحرج حكومة الدولة المحايدة. وقالت وزيرة العدل السويسرية إنها ستضر بالصادرات والسياحة السويسرية.
من جانبه قال سفير سويسرا بالقاهرة دومينيك فيرجير، إن تأييد مبادرة حظر بناء المآذن جرى فى جو ديمقراطى، مشيرا إلى أن هذا الأمر «ناتج عن قرار الشعب، حيث إن الكلمة الأخيرة له»، مؤكدا إمكانية استمرار المسلمين فى سويسرا فى بناء المساجد.
وقال فيرجير فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»: «إن هذا التأييد يعنى أنه لن تبنى مآذن أخرى، ولكن المآذن القائمة ستظل كما هى»، لافتا إلى أن هذا القرار الشعبى جاء نتيجة لتخوف السويسريين من تنامى التيارات الإسلامية المتطرفة، مستطردا: لكن هذا ليس تعبيرا عن أنهم ضد الإسلام، فهم يحترمونه .
وأضاف: «بإمكان المسلمين الاستمرار فى ممارسة شعائرهم كما كان الأمر من قبل، فهم يتمتعون بحريتهم، وهذا القرار ليس معناه رفض وجود المجتمع المسلم فى سويسرا».
فى سياق متصل رأت وزيرة العدل والشرطة السويسرية إيفلين فيدمار شلومف أن «قرار الشعب، هو تعبير عن بعض المخاوف لدى أفراده وقلقهم من تيارات أصولية إسلامية متطرفة ترفض تقاليد دولتنا، وقد لاتحترم نظامنا القانونى».
وذكرت قناة «سى إن إس نيوز» الأمريكية أن هناك مخاوف لدى السياسيين السويسريين من أن قرار حظر بناء مآذن المساجد، قد يؤدى إلى مقاطعة المسلمين للبضائع السويسرية.
وأوضحت القناة فى تقرير نشرته على موقعها أمس أن أرقام الصادرات السويسرية إلى العالم العربى تصل إلى أكثر من ٧ مليارات دولار عام ٢٠٠٧، وفقا لبيانات غرفة التجارة العربية السويسرية، فى حين بلغت وارداتها ٣ مليارات دولار.
وأشار التقرير إلى أن أرقام مبيعات تجارة السلاح بين سويسرا وباكستان والسعودية وصلت إلى ٧٦٧ مليون دولار عام ٢٠٠٨.
وفى القاهرة انتقد الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، نتيجة الاستفتاء، معتبرا أنها تعد «إهانة» للمسلمين فى كل أنحاء العالم، لكنه وجه نداء الى إخوانه المسلمين طالبا منهم إلا يتأثروا بهذا المنع.