مالك الأشتر النخعي .. الشهير بــ (( السيد العجمي )) في منطقة القلج

كان من زعماء العراق الأشداء ، فارساً صنديداً لايشق له غبار ، شديد البأس رئيس أركان الجيش لعساكر أبي الحسن عليه السلام في معاركة ، وهو من لهاميم مذحج الأبطال المغاوير ، وسيد قروم النخع وشجعانها المساعير ومن رواسي الجبال في الحلم ومن السحاب الثقل في الكرم والسخاء ، كان الأشتر في الكوفة اسود من الأحنف بالبصرة . كان أمير المؤمنين عليه السلام حين رجع من صفين رد الأشتر إلى عمله في الجزيرة فلما اضطربت مصر على محمد بن أبي بكر استدعى أمير المؤمنين عليه السلام الأشتر إليه يمئذ بنصيبين وأرسل إليه هذا الكتاب :

أما بعد فأنك ممن استظهر به على إقامة الدين واقمع به نخوة الأليم وأسد به الثغر المخوف ، إلى أن يقول : فأقدم على للنظر فيما ينبغي واستخلف على عملك أهل الثقة والنصيحة من أصحابك والسلام .

ما قاله الأمام علي عليه السلام . عندما بلغه موت مالك الأشتر النخعي . قال عليه السلام : لله در مالك وما مالك ؟ والله لوكان من جبل لكان فنذاً ولوكان من حجر لكان صلداً ، أما والله ليهدن موتك عالماً وليفرحن عالماً ، على مثل مالك فلتبكي البواكي وهل موجود كمالك . ثم قال : كان لي كما كنت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وسئل بعضهم عن الأشتر فقال : ما أقول في رجل هزمت حياته أهل الشام وهزم موته أهل العراق . وقد وصفه أمير المؤمنين لأهل مصر حين ولاه عليهم في كتاب كتبه إليهم ، لقد وجهت إليكم عبداً من عباد الله لاينام في الخوف ولاينكل من الأعداء حذر الدوائر أشد على الكافرين من حريق النار ، فاسمعوا وأطيعوا فإنه سيف من سيوف الله لانابي الضريبة ولاكيل الحد .. وقد سر معاوية بمقتله ، فقال : كانت لعلي يمينان قطعت احداهما بصفين ( يقصد - عمار بن ياسر ) وقطعت الأخرى في مصر ( ويقصد – مالك الأشتر ) .

عنوان : مرقد مالك الأشتر النخعي
من القاهرة يسلك السائق طريق ( عين شمس ) ومنها يقصد ( المرج ) ومنها إلى ( القلج ) ، وهو واقع على بعد 3 كم في طريق الجبل الأصفر ، وهناك مسجد يسمى ( بمسجد سيدي العجمي ) وعلى اليمين بستان على بابه ماء سبيل كتب إعلاه : ( هذا قبر مالك الأشتر ) والقبر داخل البستان ، والبستان لايزال ملكاً خاصاً لبعض الناس الذين يقطنون تلك المنطقة .